العشر أيام الأولى من ذي الحجة هل يجب صيام جميع الأيام العشر الأولى من ذي الحجة .. اعرف فضلها وثوابها والأعمال المستحبة فيها ؟
العشر أيام الأولى من ذي الحجةالعشر أيام الأولى من ذي الحجة» ، حيث أن صيام العشر أيام الأولى من ذي الحجة له فضل وثواب كبير، والمسلمون في جميع أنحاء العالم ينتظرون نتيجة رؤية هلال ذي الحجة من كل عام ، حيث غرة ذي الحجة وفرحة المسلمين بفضائل الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة، والتي تمتلىء بالخير ات والكثير من الفضائل.
ويستحب الإكثار من الأعمال الصالحة والطاعات والعبادات ولا سيما صيام التسع أيام الاول ، وخاصة صوم يوم عرفه (وقفة عيد الأضحي المبارك) ، وهو ما أكدته السنة النبوية المحمدية … بحسب الخبير القانوني «أشرف فؤاد» المحامي بالنقض.
فضائل الأيام العشر الأولى من ذي الحجة
توضح الناس والقانون أن الأيام العشر الأولى من ذي الحجة سميت بــ «الأيام العشر» الأيام العشر رغم أننا نصوم 9 أيام فقط ، يرجع الي أن يوم العيد « يوم النحر» يدخل في فضائل هذه الأيام من حيث ذبح الأضحية والتكبير وكثرة الذكر، فأصبحت 10 أيام، وصيام يوم واحد من هذة الأيام العشر يعدل صيام سنة كاملة ، وهو ما أكده الترمذي في حديث سنده ضعيف عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
رغم ضعيف سند هذا الحديث ، إلا أنه يبين مدي فضل هذة الايام العشر من ذي الحجة، ونجد أن جمهور العلماء وأهل الفضل أخذوا به من باب الحث على عمل الخير والعبادة والطاعة لله عز وجل.
أبرز الأعمال المستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة كما أوضحته دار الإفتاء المصرية ومفتى الجمهورية هي:
أولاً : الصوم
صيام التسع أيام الأولي من شهر ذي الحجة مستحب ، حيث كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- يحرص علي صوم التسع من ذي الحجة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس.
من أهم فضائل صيام يوم عرفة، ما قاله رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» رواه مسلم.
روي عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم 9 أيام من ذي الحجة وكان يفطر يوم العيد وثلاث أيام التشريق وكان يقول: لا صيام يوم العيد أو في أيام التشريق حتى وصلت إلى حرمة صيام هذه الأيام، وفي حديث آخر: “نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام خمس أيام وهي يوم عيد الفطر ويوم الأضحى وثلاث أيام التشريق”.
ـ ويتسائل الملايين من المسلمين هل يجب صيام جميع الأيام العشرالأولى من ذي الحجة أم يجوز الفطر في بعضها ؟
تجيب أشرف وتؤكد أن صيام الأيام العشر من ذي الحجة سنة مؤكدة، يثاب الإنسان على فعلها ولا يعاقب على تركها ، أن دين الإسلام دين يسر لا يكلف أحدًا فوق طاقته ، فيجوز صيام بعض أيام ، أي ما يستطاع من هذه الأيام العشر وله ثواب ما يصومه، ومن لم يصم أيا من الآيام العشر لا يعاقب وليس عليه شيء.
وأكد «أشرف حماد» لـ«الناس والقانون»،أن صيام يوم العيد فيحرم صومه، فلا يجوز صيام أول يوم في عيد الأضحي المبارك.
وهل يشترط تبييت النية قبل صيام العشر من ذي الحجة ؟
يجيب «أشرف حماد» علي هذا التساؤل قائلا : أن رأي جمهور الفقهاء ذهبوا إلى عدم إشتراط تبييت النية من الليل في صوم التطوع مثل صيام العشر الآوائل من ذي الحجة، وإشترطوا في ذلك ألا يكون قد فعل شيئًا من المفطرات من أول طلوع الفجر إلى وقت إطلاق نية الصوم.
واستشهدت « جمهور الفقهاء» فيما ذهبوا إليه من: «عدم إشتراط تبييت النية في صوم التطوع؟» بما روي عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ «يَا عَائِشَةُ، هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، قَالَ: «فَإِنِّي صَائِمٌ» أخرجه مسلم في “صحيحه”.
ويوضح «أشرف حماد» المحامي بالنقض إن النية في صيام التطوع أو النافلة يمكن الإفصاح عنها وإنشاؤها ما لم يأتي المسلم بما يفسد الصوم من المفطرات ، وهو الآصل العام في صيام النافلة والتطوع، وهو يختلف عن الأصل العام في صيام الفريضة (صيام شهر رمضان) الذي يجب أن تكون النيته مبيته قبل الفجر ، ويتم الإفصاح عنها باللفظ أو الفعل كالتسحر.
ونحن نري أنه في صيام شهر رمضان يمكن الإفصاح عن النية مرة واحدة بنية صيام كامل الشهر من أول فجرفي رمضان حتي أخره، والله أعلي وأعلم.
ثانياً: الدعاء يوم عرفة
توضح الناس والقانون أن يوم عرفة هو ركن الحج الأعظم وأفضل أيام السنة ، يفضل فيه الذّكر والدّعاء و قراءة القرآن، والمسلم يدعو لنفسه، ويدعو منفردًا وفي جماعة، ويدعو لنفسه ووالديه وأولاده وأقاربه وأصحابه وأصدقائه وأحبابه وسائرالمسلمين والمسلمات ، ويدعوا بشفاء مرضي المسلمين .
دعاء يوم عرفة .. مستجاب ولا يرد أبداً
وللمسلم أن يدعو بما يشاء من حوائج الدنيا والاخرة وعليه إستحضار قلبه ووجدانه وقت الدعاء، فقد روي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» رواه الترمذي.
أمثال لأدعاء يوم عرفة
ـ يتسائل الكثيرين ماذا أقول يوم عرفة ، وبماذا أدعوا ، ومن هنا كان إهتمام الناس والقانون أن توضح أهم الادعية التي يحبذ الدعاء بها يوم عرفه .
وهي علي سبيل المثال:
1 ــ « اللهم فوضنا أمرنا كله إليك، فجمّله خيرًا بما شئت، واجعلنا يا رب ممن نظرت إليهم فرحمتهم، وسمعت دعاءهم فأجبتهم».
2 ــ « اللهمّ يا من توزعت الأرزاق بكرمه، وتنفس الصبح بأمره، بلغنا أسمى مراتب الدنيا وأعلى منازل الآخِرة».
3 ــ « رب اشرح صدورنا، ويسر أمورنا، واحلل عقدة من ألسنتنا، يفقهوا قولنا».
4 ــ « اللهم اجعل لنا من أمرنا فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، وارزقنا من حيث لا نحتسب رزقًا حلالًا واسعًا».
5 ــ (اللهمَّ إني أسألكَ من الخيرِ ما سألك عبدُك ورسولُك محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلم وأعوذُ بك من شرِّ ما استعاذكَ منه عبدُك ورسولُك محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلم، وأسألكَ ما قضيتَ لي من أمرٍ أنْ تجعلَ عاقبتَه لي رشدًا).
6 ــ « يا رب، أدعوك بعزتك وجلالك، أن لا تصعّب لي حاجة، ولا تعظم علي أمرًا، ولا تحنِ لي قامة، ولا تفضح لي سرًا، ولا تكسر لي ظهرًا».
7 ــ « اللهم اجعل دعواتنا لا ترد، وهب لنا رزقًا لا يعد، وافتح لنا بابًا للجنة لا يسد».
8 ــ « اللهم لا تجعل ابتلائي في جسدي، ولا في مالي، ولا في أهلي، وسهّل علي ما استثقَلته نفسي. اللهم إني توكلت عليك فأعنّي، ووفقني، واجبر خاطري، جبرًا أنت وليّه».
9 ــ «اللهم ارزقنا إجابة الدعاء، وصلاح الأبناء، وبركة العطاء».
10 ــ «اللهم إرزقنا حسن ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة».
11 ــ «اللهم أغفر لي ولوالدي وللمسلمين في الدنيا والأخرة».
12 ــ «اللهم متعنا بمتعة النظر الي وجهك الكريم .. وظلنا بظل يوم لاظل الا ظلك».
ثالثاً : ذبح الأضحية
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: «ما عملَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النَّحرِ أحبّ إلى اللهِ من إهراقِ الدَّمِ، إنَّهُ ليأتي يومَ القيامةِ بقُرونها وأشعَارِها وأظلافِها -أي: فتوضع في ميزانه- وإنَّ الدَّمَ ليقعُ من اللهِ بمكانٍ قبلَ أن يقعَ من الأرضِ فطيبُوا بها نفسًا» رواه الترمذي.
من بداية شهر ذي الحجة يستحب لمن أراد أن يضحي ألا يأخذ شيئا من شعره أو أظفاره.
رابعاً : التهليل والتكبير والتحميد
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ».
«الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا.»
خامساً : فعل الخيرات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه» رواه البخاري.
سادساً : لبس الثياب الحسن يوم العيد
ورد في مستدرك الحاكم، عن الحسن بن على- رضي الله تعالى عنهما- قال: «أمرنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في العيدين أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد، وأن نُضحي بأثمن ما نجد». أخرجه الطبراني والحاكم.
سابعاً: كثرة الذكر
يستحب الإكثار من الذكر في العشر من ذي الحجة، مُستشهدة بما قال الله تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ).
وتؤكد الناس والقانون أن الأيام العشر من ذي الحجة ولياليها أيام شريفة القدر ومفضلة لعمل الخير وثوابها عظيم، إذ يضاعف فيها العمل، ويستحب فيها الإجتهاد في العبادة، ويحب عمل البر بشتى صوره أنواعه.
العمل الصالح في هذه الأيام العشر من ذي الحجة أفضل ممن سواها من أيام السنة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبوداود وابن ماجه وغيرهما.
عيد الأضحى
يبدأ عيد الأضحى في اليوم العاشر من ذي الحجة، وينتهي يوم الثالث عشر من ذي الحجة، وتُسمّى أيام التشريق، ومدته أربعة أيامٍ متتالية، وهو العيد الذي يلي عيد الفطر.
هل تختلف تكبيرات عيد الفطر عن تكبيرات عيد الأضحى؟
تختلف تكبيرات العيد ما بين تكبيرات عيد الأضحى وتكبيرات عيد الفطر من حيث وقت ابتداء وانتهاء التكبيرات.
تكبيرات عيد الفطر
وفي تكبيرعيد الفطر قال تعالى: “وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”
تبدأ تكبيرات عيد الفطرعقب غروب الشمس ليلة العيد إذا علم دخول الشهر قبل الغروب كما أو لو أكمل الناس شهر رمضان ثلاثون يومًا ، أو من ثبوت رؤية هلال شوال ، وتنتهى التكبيرات بعد انتهاء صلاة العيد.
تكبيرات عيد الأضحى المبارك
بينما تبدأ تكبيرات عيد الأضحى المبارك، من أول هلال ذى الحجة إلى آخر أيام التشريق.
وفي تكبيرعيد الأضحى قال تعالى: “ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات”
ما هي الأيام المعلومات
الأيام المعلومات هي أيام العشر، والمعدودات هي أيام التشريق، وأيام التشريق هي ثلاثة أيام بعد يوم الأضحى.
وفي ختام مقالنا هذا يهنىء الأستاذ أشرف حماد المحامي جموع المسلمين في جميع ربوع العالم بالعشر الآوائل من ذي الحجة وعيد الأضحي المبارك .. أعاده الله علينا جميعاً بالخير واليمن والبركات. كل عام وحضرتكم بخير.
نوصي بقراءة مدونة : «دنيا المنوعات»
