مدى قاونية وقف وحجب المواقع الالكترونية عبر شبكات الاتصالات أو شبكة الإنترنت أو غيرها والتحفظ على الأجهزة المستخدمة

قانون مكافحة الإرهاب أجاز للنيابة العامة وقف أو حجب أية مواقع يتم إنشاؤها أو استخدامها على شبكات الاتصالات أو شبكة الإنترنت أو غيرها بغرض الترويج للأفكار أو المعتقدات الداعية إلى ارتكاب أعمال إرهابية. أو لبث ما يهدف إلى تضليل السلطات الأمنية. أو التأثير على سير العدالة في شأن أية جريمة إرهابية. أو لإصدار تكليفات بين الجماعات الإرهابية أو المنتمين إليها أو المعلومات المتعلقة بأعمالهم أو تحركاتهم في الداخل والخارج. والتحفظ على الأجهزة والمعدات المستخدمة فيها.
ومواقع “الويب” هى مجموعة صفحات مرتبطة ببعضها ومخزنة على خادم واحد ويمكن زيارتها من خلال جهاز كومبيوتر أو هاتف محمول يدعم الإتصال بالإنترنت، وخادم الويب وهو البرنامج الذى يسمح بالتجول على الشبكة من خلال أى متصفح مثل “جوجل” أو “إلانترنت اكسبلور”.
والمواقع تكون شخصية تحتوى على منشورات أشخاص أو أبحاثهم أو معلوماتهم أو بياناتهم الشخصية، ومواقع مؤسسية كالمواقع الترويجية أو الإعلانية أو التعليمية أو الإعلامية ومواقع الأخبار الى آخره.
ويستطيع مستخدم الإنترنت إنشاء موقع على شبكة الويب يضع فيه ما يحب تخزينه عليها. ومن ثم يمكن لأى مستخدم للإنترنت فى العالم استقبال هذه المعلومات من لال المتصفح فإذا كان من بين هذه المعلومات ما يعد جريمة إرهابية أو سب وقذف أو خدش للحياء العام كان مركبا لجريمة.
ونذكر فى هذا الصدد ما قام به مجموعة من شباب المصريين فى ربيع 2008 من الدعوة على صفحات فيس بوك لإضراب مدنى عن العمل يوم 6 أبريل ومن ثم فقد استخداموا الإنترنت فى بعض المطالب بطريقة تعد جريمة ألا وهى الدعوة إلى الإضراب عن العمل من خلال المدونات والمجموعات البريدية وصفحات فيس بوك وهى تعتبر مواقع على شبكة الإنترنت.
وتم استخدام فيس بوك بعد ثورة 25 يناير و 30 يونيو السياسية فى مصر من قبل الأحزاب السياسية والجماعات الإرهابية وحركات الضغط السياسى ومؤسسات المجتمع المدنى والجماعات لحشد الناس نحو أهدافهم الأمر الذى حدا بنظام مبارك قبيل سقوطه فى حجب فيس بوك وغيره من المواقع لفترة مؤقتة وقطع الإنترنت واتصالات المحمول آنذاك.
والتطور المستمر فى فيس بوك كان سببا فى إتاحة وتسهيل ارتكاب جرائم الإرهاب من خلال الحالة (status) وهى مساحة يعبر من خلالها الشخص عن آرائه السياسية وغيرها أو عن طريق الصفحة الشخصية (profile) وهى التى تحوى جميع معلوماته على فيس بوك مثل صوره الشخصية وغيرها من موضوعات أو من خلال المناسبات (Events) وهى إحدى الإمكانيات لدعوة الأصدقاء ومستخدمى فيس بوك لحضور مناسبة ما أو كان من خلال جروب (Group) وهى مساحة يمكن إنشائها من قبل أى مستخدم على فيس بوك لدعوة الأصدقاء ومستخدمي الفيس للالتحاق بها وتتيح إمكانية مشاركة الحالة والملفات والصور والبيانات ويمكن أن تكون عامة بحيث يمكن لأى مستخدم الاشتراك فيها أو تكون خاصة أى قاصرة على من تمت دعوتهم إليها فقط. وكذلك من خلال تعليق (comment) وهوما يقوم به الشخص من إبداء رأيه فى موضوع ما منشور بموقع فيس بوك سواء أكان المنشور لصديق أم كان متابعا لمن قام بالنشر وكذلك من خلال المشاركة “share” حيث يمكن لمستخدم فيس بوك أو مديرى الصفحات مشاركة أى منشور مع الأصدقاء أو من يتابعهم.
ونحن نرى أن المشاركات تعدُّ نشرا من جانب من قام بها لأنه ساهم فى إذاعتها على الغير دون تمييز أو عن طريق هاش تاج “Hashtag” وهى إمكانية يمكن من خلالها تجميع التعليقات التى تتناول موضوع محدد باستخدام علامة (#) تسبق الكلمة التى تعبر عنها دون فاصل بين الكلمات سوى بعلامة ( _ ) أومن خلال اليوميات Timeline”” وهى الجزء الأكبر فى الصفحة الشخصية الذى يعرض جميع المنشورات التى يضعها عليها المستخدم سواء أكانت صورا أم تحديثات حالة أم روابط لموضوعات معينة أو أى شىء آخر.
وقد دعت الجماعات الإرهابية من خلال هذه الخواص على شبكة الإنترنت إلى حشد أنصارها للاعتصام بميادين معينة مثل “”رابعة العدوية” وغيرها وكذلك للتظاهر والتحريض ضد الجيش والشرطة ورجال القضاء فى أعقاب ثورتى 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013.
ومواقع شبكة الاتصالات هى مواقع توفر شبكات لاسلكية مجانية للاتصال بالإنترنت عبر “الوايرليس” دون الحاجة لحزمة البيانات مثل موقع getWiFi الذى يوفر للمستخدم معرفة أماكن هذه الشبكات اللاسلكية ليجد أنها متاحة للاتصال دون الحاجة لكتابة كلمة مرور ويوفر هذا الموقع المذكور أكثر من 500 ألف شبكة حول العالم.
ويقوم الموقع بتوزيع الشبكات المجانية على الخريطة كنقاط زرقاء اللون والتي تحمل كل واحدة منها اسم شبكة الإنترنت المجانية المتوفرة بحيث يمكن للمستخدم معرفة الشبكة التي سيتّصل بها. ومن ثم يجوز للنيابة العامة وقف هذه المواقع وحجبها والتحفظ على الأجهزة والمعدات المستخدمة في حالة ارتكاب جريمة ارهابية.