خطا المضرور وأثره علي المسئولية

في سياق التقرير التالي تلقي “الناس والقانون” الضو علي خطا المضرور وأثره علي المسئولية، إذ أن إسهام خطأ المضرور في إحداث الضرر. مؤداه . اقتصار أثره على تخفيف المسئولية المدنية وعدم تحقق الاستغراق . مقتضاه . وجوب بحث القاضي عند تقدير التعويض مدى إسهام الخطأ الواحد أو الأخطاء المتعددة في إحداث الضرر .علة ذلك . مفهوم الاستغراق .

كما أن من المقرر – في قضاء محكمة النقض – أن خطأ المضرور إذا أسهم فقط في إحداث الضرر ، فإن أثره يقتصر على تخفيف المسئولية المدنية ومن ثم فلا يتحقق بشأنها الاستغراق بالمعنى المعروف في علم أصول الفقه ، من التعبير عنه بإحدى الكلمات أو الصيغ التى تفيد العموم ، مثل كل وجميع وكافة ، وغيرها ، ومن مقتضى ذلك ، أنه على القاضى عند تقدير التعويض عن الضرر كركن في هذه المسئولية ، أن يبحث إلى أى مدى أسهم الخطأ الواحد أو الأخطاء المتعددة في إحداث هذا الضرر .. بحسب الخبير القانوني “أشرف فؤاد” المحامي بالنقض.

يضيف أشرف فؤاد” أنه قد يحدث من المضرور فعل يعتبر خطا يساعد على وقوع حدوث الضرر له، فنقول أن المضرور ساهم في ارتكاب الحادثة، وبالتالي يجب أن يتحمل نصيبه من المسؤولية وتخفيض التعويض الذي يستحقه بقدر نصيبه من المسؤولية الا انه يجب اولا أن نوضح بان الخطأ الذي يرتكبه المضرور والذي يعتد به هنا يجب أن يكون قد ساهم في احداث الضرر، اما اذا كان خطؤه لم يساهم في إحداث الضرر فانه لا يعد مرتكبا لخطأ وبالتالي لا يتحمل اي جزء من المسؤولية، اما اذا وقع من المدعى عليه خطأ ومن المضرور خطأ يساهم كل منهما في وقوع الضرر، فيجب اولا التمييز بين جسامة كل من الخطأين وبساطته، فاذا كان خطا المضرور بسيطا واستغرق خطا المدعى عليه خطا المضرور، حمل المدعى عليه كل المسؤولية والزم بتعويض الضرر كله، أما إذا ساهم كل منهما بارتكاب خطا مستقل عن الأخر فنكون امام حالة الخطأ المشترك وفيها يتحمل كل من الطرفين نصيبه من المسؤولية حسب جسامة خطإه او بساطته بشرط أن يكون هذا الجزء البسيط قد ساهم في وقوع الضرر .